الأحد، 28 نوفمبر 2010

لا تأس


بين فرح و حزن تتراوح ليالينا . بين موج وصخر تمضي أيامنا. عالم نسكنه و لا ندري هل سكن أم مرفأ للانتظار انتظار مجهول نُسكنه أمانينا ?

أمانينا التي يُميتها الدهر حينا و تُحييها دموعنا حينا.

لا تأس



أصبحت أرجوحة الزمان لعبتنا المفضلة :نطلقها كلما أرادت الهدوء و السكينة . نُطلق آهة, نشد و تر قيثارة , و نبدأ ! أمام / وراء / أمام / وراء…. حتى يعتصرنا الغثيان و الدوار.
ندور : يمين - يسار- يمين - يسار …. نسقط.

لكن لا تسقط القيثارة. وحدها موسيقى الألم تستمر بشدوها !

أتساءل : هل الموسيقى شاهد لنا أم علينا ? حين يتهاوى كل شيء يبقى الصدى وحده بالمدى.
كيف يا ترى كانت الموسيقى التي عزفها المحبون من قديم الزمان ? يقولون أن الألحان تخلد الإنسان , ترى الإنسان أم أحزان الإنسان ?
ماذا خلدت موسيقى بتهوفن الصارخة سوى عجز الفنان ? يبدأ اللحن سيمفونية حب و ينتهي بانفجار.
ماذا خلدت الألحان سوى قهر الإنسان ! ماذا صورت الموسيقى سوى الوجه الآخر للإنسان !

تقول لي صديقة : ضعي الموسيقى و أرقصي لتنسي !!!

و ترجع الأرجوحة للعبتها !

و يعود العزف للقيثارة !




لا تأس
لا تأس …

مازال الانتظار على مرفأ الأيام ما دامت سفننا راسية , انتظار نسمة تحرك الشراع.

مازالت الأرجوحة تأخذنا للأمام. و مازلنا نردها إن تراجعت : فاللعبة قائمة على الدوام .

تخفت الموسيقى لبعد حبيب لكن الأوتار باقية نارها و اللهيب. تُهيِج الذكرى فينا, و الذكرى أعز رفيق ! تُبكينا, و الدمع أبدا أقرب شقيق !

لا تأس….
سوف لن يذبل الزهر في الربيع . و ستحلق الطيور في مرافئنا و ستكون الرقيب : الرقيب على مرورنا و وقوفنا و وجودنا, الرقيب على توحدنا و عبقرية آلامنا و فرحنا.

سوف لن تنتهي الموسيقى مهما طال النحيب . كذا أرجوحة الحياة لن تُوقِف اللعب.

دع اليأس فلا هو راد إليك لا العمر و لا الحبيب. دع الدمع يغسل باقي العمر علً السفن تجري بمائه وتمضي و تُكمل المسير. ونُكمل رحلة المصير !

لا نحن نسكن العالم و لا هو بساكن فينا . فراش نحن , نوارس , تنتظر الشمس للرحيل.كل أمتعتنا حقيبتان : فرح باليمين و حزن باليسار. جواز سفرنا : ذاكرتنا . أوراقنا: أحلامنا. هويتنا : ألمنا.

لا تأس….

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق