السبت، 27 نوفمبر 2010

عرش الدموع


لِرِضا النفوس مدارس و معانيا= لا تنجلي إلا لِعقل صافيا.
يتلاعب القَدَر العجيب بحالنا= صرنا لهذي الدارِ عبدٌ مواليا.
أهُنا المقامُ أم المقر هنالك= حيث التراب يكون دفؤه واقيا؟.
سَكَن الدٌجى مُتَأملا مُتَعجبا= مُتَفاعلا مع حالي مُتَناجيا.
آنستُ منه أخا مُحبا حانيا= يفديه نور العين انه حاميا.
أصديقنا أقريبنا أخليلنا= رحماك يا ذا الصاحب المُتجافيا! .
يغتالُني صحبي و هم لي دائيا= و حسِبتهم رَوحُ الزمان دوائيا!
عَجِبَ الفؤاد: "أما لهذا علة?"= قال الدجى:" انك أنت العاديا
لولاك يا قدرا لكان مُباهيا= و لكان لليل الأنيس اللاهيا".
نَظَرت لهم عيني مُقاطِعَةً لِما= سَمِعت فما كانا لها من دانيا.
يا عينُ اني مستغيثٌ لائذٌ= بِكِ أعتلي عرش الدموع مُواريا.
هذي دموعي فاملئي أقداحك= منها كؤوسٌ للبحار سواقيا.
شَرِبت بها أرضي و أينع وردها= حتى دعا: "آن الأوان لِقَطفيا!".
خذني إلى جنات عدن أهلها= مُتَنَعًمٌ بالثمر قطفه دانيا.
ثمراتهم بالحُب كانت ترتوي= بعيونهم تنمو كحِصنِ حاميا.
ضاقت و مادت أرضكم و سماؤكم= بي لم أجد مُحسِنا أو قاضيا.
حتى الهوى لم يُعطني ما أبتغيـ = ـهِ من الحياة و كان ثوبا باليا.
ما لاح برق أو تغنى طائر= إلا انمحت صُوَري سُدى و أمانيا.
و الليل ما كانت وعوده بالتآ=خي لي سوى أضغاث حلم واهيا.
لِهَنا النفوس مدارس و معانيا= عقلي تفقهها كذا و فؤاديا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق