السبت، 27 نوفمبر 2010

فلسفة الجراح

متألّم . ممّا أنا متألّم؟








حار السؤال . و أطرق المستفهم






ماذا أحسّ . و آه حزني بعضه






يشكو فأعرفه و بعض مبهم






بي ما علمت من الأسى الدامي وبي






من حرقة الأعماق ما لا أعلم






بي من جراح الروح ما أدري وبي






أضعاف ما أدري و ما أتوهّم






و كأنّ روحي شعلة مجنونة






تطغى فتضرمني بما تتضرّم






و كأنّ قلبي في الضلوع جنازة






أمشي بها وحدي و كلّي مأتم






أبكي فتبتسم الجراح من البكا






فكأنّها في كلّ جارحة فم






***






يا لابتسام الجرح كم أبكي وكم






ينساب فوق شفاهه الحمرا دم






أبدا أسير على الجراح وأنتهي






حيث ابتدأت فأين منّي المختم






و أعارك الدنيا و أهوى صفوها






لكن كما يهوى الكلام الأبكم






و أبارك الأمّ الحياة لأنّها






أمّي و حظّي من جناها العلقم






حرماني الحرمان إلاّ أنّني






أهذي بعاطفة الحياة و أحلم






و المرء إن أشقاه واقع شؤمه






بالغين أسعده الخيال المنعم






***






وحدي أعيش على الهموم ووحدتي






باليأس مفعمة وجوّي مفعم






لكنّني أهوى الهموم لأنّها






فكر أفسّر صمتها و أترجم






أهوى الحياة بخيرها وبشّرها






و أحبّ أبناء الحياة و أرحم






و أصوغ " فلسفة الجراح " نشائدا






يشدو بها اللّاهي و يشجي المؤلم

عبد الله البردوني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق