متألّم . ممّا أنا متألّم؟
حار السؤال . و أطرق المستفهم
ماذا أحسّ . و آه حزني بعضه
يشكو فأعرفه و بعض مبهم
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي
من حرقة الأعماق ما لا أعلم
بي من جراح الروح ما أدري وبي
أضعاف ما أدري و ما أتوهّم
و كأنّ روحي شعلة مجنونة
تطغى فتضرمني بما تتضرّم
و كأنّ قلبي في الضلوع جنازة
أمشي بها وحدي و كلّي مأتم
أبكي فتبتسم الجراح من البكا
فكأنّها في كلّ جارحة فم
***
يا لابتسام الجرح كم أبكي وكم
ينساب فوق شفاهه الحمرا دم
أبدا أسير على الجراح وأنتهي
حيث ابتدأت فأين منّي المختم
و أعارك الدنيا و أهوى صفوها
لكن كما يهوى الكلام الأبكم
و أبارك الأمّ الحياة لأنّها
أمّي و حظّي من جناها العلقم
حرماني الحرمان إلاّ أنّني
أهذي بعاطفة الحياة و أحلم
و المرء إن أشقاه واقع شؤمه
بالغين أسعده الخيال المنعم
***
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي
باليأس مفعمة وجوّي مفعم
لكنّني أهوى الهموم لأنّها
فكر أفسّر صمتها و أترجم
أهوى الحياة بخيرها وبشّرها
و أحبّ أبناء الحياة و أرحم
و أصوغ " فلسفة الجراح " نشائدا
يشدو بها اللّاهي و يشجي المؤلم
عبد الله البردوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق