الأحد، 20 يونيو 2010

من ليالي الغربة

الليلة أجلس يا قلبي خلف الأبواب
أتأمل وجهي كالأغراب
يتلون وجهي لا أدري
هل ألمح وجهي أم هذا..وجه كذاب
مذفأتي تنكر ماضينا
و الدفء سراب
تيار النور يحاورني
يهرب من عيني أحيانا
و يعدو يدغدغ أعصابي
و الخوف عذاب
أشعر ببرودة أيامي
مرآتي تعكس ألوانا
لون يتعثر في ألوان
و الليل طويل و الأحزان
وقفت تتثاءب في ملل
و تدور و تضحك في وجهي
و تقهقه تعلو ضحكاتها بين الجدران
الصمت العاصف يحملني خلف الأبواب
فأرى الأيام بلا معنى
و أرى الأشياء..بلا أسباب
خوف و ضياع في الطرقات
ما أسوأ أن تبقى حيا..
و الأرض بقايا أموات
الليل يحاصر أيامي..
و يعود و يعبث في الحجرات..
فالليلة ما زلت وحيدا
أتسكع في صمتي حينا
تحملني الذكرى للنسيان
أنتشل الحاضر في ملل
أتذكر وجه الأرض.. و لون الناس
هموم الوحدة.. و السجان
سأموت وحيدا
قالت عرافة قريتنا ستموت وحيدا
قد أشعل يوما مدفأتي
فتثور النار.. و تحرقني
قد أفتح شباكي خوفا
فيجئء ظلام يغرقني
قد أفتح بابي مهموما
كي يدخل لص يخنقني
أو يدخل حارس قريتنا
يحمل أحكاما و قضايا
يخطء في فهم الأحكام
يطلق في صدري النيران
فيعود يلملم أشلائي
و يظل يصيح على قبري
أخطأت و ربي في العنوان
الليلة أجلس يا قلبي.. و الضوء شحيح
و ستائر بيتي أوراق مزقها الريح
الشاشة ضوء و ظلال و الوجه قبيح
الخوف يكبل أجفاني فيضيع النوم
و البرد يزلزل أعماقي مثل البركان
أفتح شباكي في صمت..
يتسلل خوفي يغلقه
فأرى الأشباح في كل مكان
أتناثر وحدي في الأركان.
فاروق جويدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق