الأحد، 20 يونيو 2010

سكون

سَكَنَتْ خطواتي هنا.
توقفتُ:لم أشأ أن أجبرها على اكمال الطريق, فاتخذتُ مكانا قصيا و سكنتُ أنا أيضا.
تنفستُ هواء الليل الرطب و ملأتُ رئتيَّ حتى شبعتُ. احساس هادئ يملأُ الجو و المكان, كأنَّ الزمن هو أيضا قرر أن يستريح من سيره المتواصل الذي لا يعرف كللا و لا تعبا.
و ضحكتُ: كيف لم أنتَبِهْ الى سحر المكان قبل أن توقفني رجلاي؟ هل تجمَّد فيَّ احساس الجمال بالأشياء؟
تنفستُ عميقا مرة ثانية.
ها قد رحل الأصدقاء و سأواصل دربي من دونهم. الحمد لله أنني استعددتُ لهذا اليوم!!
ضحكتُ مرة اخرى:اكتشفتُ أنني أُخطط لمشاعري!! لم يتجمد فيَّ عقلي اذن!!
سوف لن يُشقيني الاشتياق اليهم: لقد تركوا ما يكفي لأُِكمِلَ أيامي ولأَِملأَ لياليَّ بالذكريات.
من قال أن الفراق صعب لم يفهم الحياة جيدا!
أنا أقول لكم: يَخْلِقُ الفراق نوعا خاصا من السكون, كله سَكينة و هدوء. لا تستغربوا!! افهموا !انه هدوء يُشعِرُكَ بذاتك الحقيقية. انه يضعك أنت أمام أنت, أمام نفسك, أمام حواسك, أمام قدراتك...
أتعرفون: عندما تتخذ الخطوات الحبيبة مسيرها في الاتجاه المعاكس لك, في هذه اللحظة تكتشف أن لك قلبا و تبدأ بِعَدِّ دقَّاته و كأنها ترنيمة لخطواتهم؛لحظتها تُحِسُّ أنك وُلِدْتَ من جديد. وُلِدْتَ ساكنا مطمئنا: فقد استمتعتَ و أَمْتَعْتَ من تُحِب!
سيكون أمامي الكثير كي أملأ أيامي و سأنشغل بذلك. سأبدأ بالتخطيط لحياتي و ستكون لي وحدي, مِلكي أنا وحدي.
اه ! يا لهذا الصمت الرائع! كم أشتاق لهذا السكون!
وحيدا؟ لا, لن تكون وحيدا وقتها!
أتعرفون ما هي الوحدة؟ أنا أقول لكم ماهي الوحدة. هي أن لا يكون لك ذكريات. الوحدة هي أن لا تستكين لِسَكَنِ الذكريات.
أرأيتم: ليس الفراق صعبا, بل بالعكس, لولاه لما استمتع أَحَدٌ بهذا الليل الشهي بالسكون, القادر وحده أن يُشْعِرَكَ بذاتك, ذاتك العارية من كل الأقنعة
أنت وحدك مع نفسك؛ مرآتك تعكسك خالصا من كل الشوائب اليومية المتراكمة عليك و التي طمست معالمك.
فَكِّرْ حينها: ماذا ستفعل بنفسك؟ عفوا, ماذا ستفعل مع نفسك؟
تنفس الليل الصعداء, لِنُكْمِلْ يا نفسُ دربنا!
ماذا؟ تطلُبين السكون؟






_____________
أول كتاباتي على الأنترنت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق