الجمعة، 18 يونيو 2010

أنا و أنت

مازال يركض بين أعماقي
جواد جامح..
سجنوه يوما في دروب المستحيل
ما بين أحلام الليالي
كان يجري كل يوم ألف ميل
و تكسرت أقدامه الحضراء
و انشطرت خيوط الصبح في عينيه و اختنق الصهيل
من يومها..
و قوافل الأحزان ترتع في ربوعي
و الدماء الخُضْرً تسيل
من يومها...
و الضوء يرحل عن عيوني
و النخيل الشامخ المقهور
في فزع يئن..و لا يميل
حصوني المنيعة أُحتُلَّت
هيهات ما عاد لمدينتي دليل
حكاياتي من جعبتي أُفْرِغَت
صار ليل قمري طويل
فلتخبيريني كيف يأتي الصبح
و الزمن الجميل
فأنا و أنت سحابتان تحلقان
على ثرى وطن بخيل
من أين يأتي الحلم
و الأشباح ترتع حولنا
و تغوص في دمنا
سهام البطش..و القهر الطويل
من أين يأتي الصبح
و الليل الكئيب على نزيف عيوننا
يهوى التسكع.. و الرحيل
من أين يأتي الفجر
و الجلاد في غرف الصغار
يعلم الأطفال
من سيكون قاتل
و من القتيل
لا تسأليني اللآن عن زمن جميل
أنا لا أحب الحزن
لكن كل أحزاني جراح
أرهقت قلبي العليل
ما بين حلم خانني
ضاعت أغاني الحب
و انطفأت شموس العمر
و انتحر الأصيل
لكنه قدري
بأن أحيا على الأطلال
أرسم في سواد الليل
قنديلا و فجرا شاحبا
يتوكآن على ببقايا العمر
و الجسد الهزيل
اني أحبك
كلما تاهت خيوط الضوء عن عيني
أرى فيك الدليل
اني أحبك
لا تكوني ليلة عذراء
نامت في ضلوعي
ثم شردها الرحيل
اني أحبك
لا تكوني مثل كل الناس
عهدا زائفا
أو نجمة ضلت و تبحث عن سبيل
داويت أحزان القلوب
غرست في وجه الصحارى
ألف بستان ظليل
و الآن جئتك خائفا
اني أحبك
لِمَ الرحيل؟
لِمَ التفكر في الرحيل؟
رَحَلَتْ جميع أحلامي
لا تُفسدي حلمي الأخير
__________________________
31-05-2009
باقتباس عن قصيد لفاروق جويدة بعنوان "جاء السحاب بلا مطر", و من بنات أفكاري المتعبة.



هناك تعليق واحد:

  1. رائعة سندة
    منتهى العذوبة
    امتعتني بقراءتها
    محبتي لك دوما
    شقيقة روحي

    ردحذف